متى أفرغت فعلا حمولة النيترات؟
في 31 تشرين الأوّل 2014 حرّرت قسيمة إدخال مرفئية في حمولة الباخرة روسوس بموجب ترخيص قاضي العجلة لمديرية النقل بتفريغ البضاعة في مكان مناسب وتحت حراستها بناءً لطلبها، وقد أشارت القسيمة ومرفقاتها إلى أنّ التفريغ تمّ في العنبر رقم 12، وسجّل كذلك تمزّق ألفيّ شوال نيترات من أصل 2750 شوال.
يقول الرقيب الأوّل في الجمارك غسان غساني في الإحالة الصادرة عن مفرزة المانيفست في نفس تاريخ قسيمة الإدخال، أنّ تفريغ البضاعة امتدّ من مساء 23 تشرين الأوّل حتى فجر 24 تشرين الأوّل، وقد حصل بحضور كل من رئيس الميناء محمّد المولى والمشرف على تنفيذ القرار القضائي الكاتب عن قضاء العجلة زياد شعبان. إلا أنّ ما جاء في المحضر التنفيذي للكاتب زياد شعبان أشار إلى وقائع مختلفة ومناقضة، حيث حضر الكاتب إلى المرفأ في 21 تشرين الأوّل للإشراف على تفريغ حمولة السّفينة قبل أن يُطلب منه العودة لاحقًا عند الاتصال به بذريعة الحاجة إلى تهوئة عنابر السّفينة قبل تفريغها بسبب طبيعتها الخطرة. تمّ الاتصال بشعبان في 13 تشرين الثاني، أي بعد قرابة ثلاثة أسابيع من تاريخ تفريغها، وعندها حضر شعبان وتأكّد من تفريغ كامل الحمولة في العنبر رقم 12 (لم يوضح كيف تأكّد) ثم قام بتعيين رئيس الميناء محمد المولى حارسا قضائيًا على البضاعة بصفته ممثلًا عن مديرية النّقل ولكنّ الأخير وقّع بتحفّظ بذريعة أنّ لا صلاحية له على العنبر رقم 12 الذي يقع تحت سلطة الجمارك وإدارة واستثمار المرفأ، علمًا أنّ الجهة التي اختارت المرفأ ووافقت على العنبر رقم 12 بوصفه المكان المناسب لتفريغ الحمولة تحت حراستها ليست سوى مديرية النقل التي كان يمثّلها المولى.
في تحقيق استقصائي أجراه كل من الصحافيين اللبنانيين فراس حاطوم وليال بوموسى تم توثيق تسجيل سرّي للرقيب الأوّل الجمركي غسان غساني يعترف فيه بأنّ التفريغ لم يحصل بحضور أي من رئيس الميناء وكاتب المحكمة وأنّه يستبعد تمامًا أن تكون الحمولة التي تم تفريغها تقارب ال 2750 طن.
يُذكر أنّ السفينة روسوس بقيت مركونة على أرصفة تتيح تقنيًا تفريغ البضائع منها منذ دخولها إلى المرفأ لما يقارب ثلاثة أشهر من دون أي تحذير من حمولتها الخطرة بسبب عدم ذكر النيترات على اللّائحة الموحّدة، حتى جاءت رسالة جوزف سكاف التحذيرية مع نهاية شباط ال2014 ليصار إلى إبعاد السفينة مع نهاية شهر آذار. اللّافت في الموضوع، هو أنّه وبعد إبعاد السفينة إلى كاسر الموج، سجّلت الأقمار الصناعية في أيّار 2104 صورًا للباخرة روسوس وإلى جانبها سفينة ملاصقة لها في وضع مثير للريبة، وقد إستمرّ هذا التلاصق لمدّة تزيد عن 48 ساعة بالحد الأدنى.