Login

Lost your password?
Don't have an account? Sign Up
مجزرة 4 آب

انفجار نظام المحاصصة والفساد

المقدمة

في تمام السّاعة السّادسة وثماني دقائق وقع انفجار ضخم في مرفأ بيروت نجم عنه تدمير أجزاء كبيرة من الجزء الشرقي الشمالي للمدينة، وأسفر عن سقوط 215 ضحيّة، وأكثر من 7500 جريحًا، وتشريد نحو 300 ألف شخص من سكّان العاصمة . تبيّن فيما بعد أنّ الانفجار ناجم عن تخزين 2755 طنًا من مادة نيترات الأمونيوم التي تستخدم في صناعة المتفجّرات لمدّة ست سنوات في العنبر رقم 12 في مرفأ بيروت، فيما لا تزال الأسباب التي أدّت إلى اشتعال الحريق في العنبر غير محدّدة حتى اللحظة.

الفصل الأول

جوزيف سكاف من قبره : لقد قلت لكم !

دخلت السفينة روسوس المرفأ بذريعة تحميل معدات لشركة تنفذ أعمالا لصالح وزارة الطاقة

وصلت الباخرة روسوس إلى مرفأ بيروت في تاريخ 21-11-2013 محمّلة ب2755 طنًا من مادّة نيترات الأمونيوم عالي الكثافة، انطلاقًا من جورجيا، كانت وجهة الباخرة الأصلية إلى الموزابيق قبل أن تعرّج على لبنان بوضعية ترانزيت بهدف تحميل معدّات للمسح الزلزالي عائدة لشركة سبيكتروم التي كانت تنفّذ أعمالاً لصالح وزارة الطاقة والمياه وكانت قد أدخلت معدّاتها إلى لبنان بكفالة من الوزارة نفسها.

تصويت

هل تعتقد أنّ الإهمال والفساد والزبائنية وعدم الكفاءة ساهموا بإنفجار 4 آب؟

أوافق

الى حد ما

لا أوافق

لتصفّح الوثائق بالترتيب الزمني أنقر على السفينة

الوثائق بحسب ارتباطها بالأشخاص

توالت الحجوزات القضائية على السّفينة بعد منعها من الإبحار بذريعة أنّها غير صالحة للملاحة

نجم عن تحميل المعدّات على متن السّفينة انبعاج في سطحها مما دفع قبطانها إلى توقيف عملية التّحميل، وقامت على أثر ذلك وحدة تابعة لمديرية النقل البري والبحري في وزارة الأشغال العامة والنقل بالكشف على السفينة لتخلص إلى أنّها غير صالحة للملاحة ومنعها من الإبحار قبل إصلاح أعطالها، وتوالياً، انهالت بعدئذٍ الحجوزات القضائية على السّفينة من دائرة تنفيذ بيروت جرّاء ديون مترتبة مستأجري السفينة وأصحابها.

التحذير من خطورة النيترات جاء بعد ثلاثة أشهر

بسبب الحجوزات القضائية بقيت السّفينة راسية على أحد الأرصفة في مرفأ بيروت مدّة تزيد على ثلاثة أشهر مُنع خلالها البّحارة من مغادرتها. لكنّ تحوّلًا مفصليًا في مسيرة الباخرة وحمولتها حصل عندما أرسل الضّابط الجمركي جوزف سكاف مع نهاية شباط 2014 رسالة إلى إدارته محذّرًا فيها من خطر البضاعة المحمّلة على متنها، مشيرًا إلى أنّ نيترات الأمونيوم شديدة الخطورة وتستخدم في التفجير وتشكّل خطراً على السلامة العامة، مقترحاً إبعاد الباخرة عن أرصفة المرفأ إلى كاسر الموج ووضعها تحت رقابة الأجهزة الأمنية.

توالت بعد رسالة سكاف التحذيرات من خطورة البضاعة

تبلّغ رسالة سكاف كل المسؤولين المعنيين في الملف في الجمارك، وعلى إثر ذلك تم إبعاد السّفينة إلى كاسر الموج. بالتوازي، أرسل رئيس الميناء رسالة إلى مديرية النّقل محذّرًا من خطورة  حمولة السفينة، لتتوالى من بعدها الكتب التحذيرية وأبرزها التقرير المفصّل الذي أرسله محامي طاقم الباخرة روسوس، وقد أشار فيه إلى خطورة نيترات الأمونييوم وعدّد البلدان التي انفجرت فيها شحنات مماثلة بسبب سوء التخزين ذاكرًا الأضرار البشرية والمادية التي نجمت عن تلك الأحداث .

قررت الجمارك صرف النظر عن مخالفة عدم ذكر النيترات على أوراق السفينة

على إثر رسالة سكاف التحذيرية، قام رئيس دائرة المانيفست في حينها بدري ضاهر بفتح تحقيق بعدما تبيّن أنّ الوكيل البحري للسّفينة روسوس لم يذكر جنس البضاعة على اللائحة الموحّدة عند دخولها مرفأ بيروت، مما يعني أنّ حمولة السّفينة كانت خفيّة عن الأجهزة الأمنيّة طوال فترة مكوث الباخرة على مرفأ بيروت، لكنّ تحقيق الجمارك خلص إلى غضّ النّظر عن المخالفة بذريعة القانون الجمركيّ وتعاميمه الملحقة التي لا تلزم ذكر جنس البضاعة ونوعها على اللائحة الموحّدة إلّا في حال كانت البضاعة ممنوعة أو محتكرة، فيما تصنّف نيترات الأمونيوم بضائع مقيّدة يحتاج إدخالها الأراضي اللبنانية إلى ترخيص من وزارات معنيّة أو مجلس الوزارء وذلك حسب نسبة الأزوت فيها، ولمّا كانت البضاعة على متن سفينة دخلت مرفأ بيروت في وضعيّة ترانزيت تمّ التغاضي عن المخالفة وقرّر بدري ضاهر عدم تغريم السّفينة مبلغ 400 ألف ليرة لبنانية .

لو كنت مكان مديرية الجمارك كيف كنت ستتعامل مع الباخرة روسوس المحجوز عليها قضائيا والمحملة بالنيترات ومع رسالة جوزيف سكاف التحذرية من خطورة المواد على مت السفينة؟