Login

Lost your password?
Don't have an account? Sign Up

الظروف الأمنيّة الّتي رافقت دخول شحنة النيترات

من اللافت جدًا، أنّ شحنة نيترات الأمونيوم دخلت مرفأ بيروت وأفرغت فيه لاحقًا في ظروف بالغة الحساسيّة الأمنيّة على خلفيّة الحرب السوريّة ومشاركة حزب الله اللبناني فيها وما ترتّب عن ذلك من ارتدادات على الداخل اللبناني لاسيّما لجهة تنفيذ أكثر من عمليّة إنتحارية عبر المجموعات الأصولية، وبناءً عليه، يفترض أنّ الأجهزة الأمنية حينئذٍ كانت في حالة ترقّب وحذر شديدين لاسيّما لجهة رصد المواد المتفجّرة التي تستخدم عادة من قبل التنظيمات الأصولية أو تلك التي يستخدمها المتحاربون في سوريا، وحينها تم تركيز نقاط ثابتة للجيش اللبناني على مداخل الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت.

في 28 نيسان 2012، قبيل وصول الباخرة روروس بعام تقريبًا، صادرت بحرية الجيش اللبناني سفينة محمّلة بالأسلحة قادمة من ليبيا عبر مصر إلى مرفأ طرابلس .

وسبق وصول باخرة النيترات بأشهر تفجير مسجديّ السلام والتقوى في عاصمة الشمال طرابلس في 23 آب 2013 .

أما تاريخ دخول الباخرة روسوس المياه الأقليمية اللبنانية في 19 تشرين الثاني فهو أيضا تاريخ تنفيذ انتحاريان لعمليّتهما بالقرب من السفارة الإيرانية ما اسفر عن وقوع قتلى وجرحى. وبينما كانت ترسو رورس على أرصفة مرفأ بيروت في 22 تشرين الثاني كان الجّيش اللبناني يفكّك سيارة معدّة للتفجير على طريق البقاع الشمالي .

في 27 كانون الأول تم اغتيال الوزير السابق محمد شطح في تفجير سيارة مفخخة في ستاركو ممّا أدى إلى سقوط 6 قتلى و72 جريح.

في 21 كانون الثّاني تم تفجير عبوة في حارة حريك أدّت إلى مقتل 5 أشخاص وجرح 48 ، وقد تبنّى تنظيم الدّولة الإسلامية (داعش) العمليّة  

في 1 شباط استهدف تفجير إرهابي محطة للوقود في مدينة الهرمل وقد تبنّت النّصرة العملية ، وفي 3 شبط قام انتحاري بتفجير نفسه داخل حافلة لنقل الركاب.

اجتمع مجلس الدفاع الأعلى أكثر من مرة خلال هذه الأحداث الأمنيّة وبعدها، ومنها بعد العملية الانتحارية بالقرب من السفارة الإيرانية في 20 تشرين الثاني 2012 ، وكذلك في 28 كانون الأوّل بعد اغتيال الوزير السابق محمد شطح .

كما إجتمع المجلس في 26 آذار 2014 لوضع خطة أمنية شاملة لطرابلس والبقاع ، ليعود ويجتمع مجددًا في 18 أيّار 2014 لبحث الأوضاع الأمنيّة في البلاد ، ثم في 26 حزيران 2014 بعد تفجير في ضهر البيضر ، وتزامن هذان الاجتماعان تحديدًا مع الكتاب الذي رفعه مدير الأمن العام إلى كلّ من رئيسي الجمهورية والحكومة ووزير الداخلية عن وجود باخرة محجوزة بأمر قضائي ومحمّلة بمواد خطرة (أطنان من نيترات الأمونيوم) . إلا أنّه لم يتم إدراج ذلك على جدول أعمال المجلس الأعلى للدفاع .

بعد انتهاء ولاية الرئيس سليمان حصل اجتماعات أمنية متعدّدة في السراي الحكومي بين تموز 2014 وحزيران 2016 ، أي في الفترة التي أفرغت فيها شحنة نيترات الأمونيوم وعلم بذلك الجيش اللبناني يقينًا مع نهاية عام 2015 ، ومع ذلك لا يبدو أن أمر النيترات قد أدرج على جدول أعمال أيّ من تلك الاجتماعات.